محمد حامد (دبي)
هل يحق لميسي ورفاقه الاحتفال بحسم لقب «الليجا» الإسبانية بعد الفوز على ديبورتيفو ألافيس بهدفين دون مقابل في المرحلة 34 للدوري؟ وماذا عن الموقعة الأهم للفريق الموسم الحالي والتي تقام يوم الأربعاء المقبل أمام ليفربول في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال؟ وفي حال حقق برشلونة الفوز بلقب كأس الملك في 25 مايو المقبل، ماذا سيفعل الفريق وجماهيره ؟ هل يحتفلون بلقب الكأس ويستعدون لخوض نهائي دوري الأبطال بعد هذه الاحتفالية بـ 5 أيام ؟
التساؤلات السابقة تقول إن كابوس «البارسا» هو «الحفلة»، سواء تلك التي تلي الفوز بلقب «الليجا»، أو عقب الفوز ببطولة الكأس، حيث تتسبب هذه الأجواء في خروج الجميع عن التركيز، وعادة يتسبب الشعور بنشوة الفرح في فقدان الانضباط في بقية الاستحقاقات، صحيح أن ذلك قد لا يحدث مع نجوم يملكون العقلية الاحترافية، إلا أن الخروج عن التركيز في مثل هذه الحالات يظل أمراً وارداً، الأمر الذي يشجع إدارة برشلونة على إقامة حفل كبير في نهاية الموسم، في حال نجح الفريق في الفوز بالثلاثية التاريخية الثالثة.
ميسي كان قد تعهد في بداية الموسم بالفوز بدوري الأبطال، في إشارة إلى أن الفوز الدائم بلقب الدوري في العقد الأخير قد لا يكون كافياً لعشاق الفريق الكتالوني، فقد انتزع برشلونة لقب الدوري 7 مرات في السنوات العشر الأخيرة، تاركاً اللقب في 3 مناسبات فقط خلال الفترة لعملاقي مدريد الريال وأتلتيكو، في حين حقق لقب دوري الأبطال 3 مرات في العقد الأخير، وفعلها الريال 4 مرات في الفترة ذاتها.
برشلونة يسعى بقوة للحصول على الثلاثية الثالثة الموسم الحالي، فقد فعلها في 2009 في عهد بيب جوارديولا والجيل الذهبي بقيادة بويول وتشافي وإنييستا وميسي، وعاد وكرر الإنجاز الكبير مع المدرب لويس إنريكي عام 2015 في ظل تألق ميسي بعد وصوله إلى مرحلة النضج الكروي الكامل، ومعه توهج نيمار وسواريز في العام المذكور، والآن يتطلع عشاق برشلونة للثلاثية الثالثة ليحقق الفريق بذلك إنجاز لم يسبق له مثيل في الدوريات الكبرى بالقارة العجوز، سواء في إسبانيا أو إيطاليا وكذلك لم يحدث ذلك من قبل في إنجلترا وألمانيا وفرنسا.
ومن أجل تحقيق الحلم الكبير يتجه البارسا إلى عدم الغرق في الاحتفالات سواء بعد حسم لقب الليجا، أو كأس الملك، لكي يتمكن من الوصول إلى 1 يونيو، وهو موعد نهائي دوري الأبطال في أفضل حالة ذهنية ممكنة، وبالطبع لن يكون طريق البارسا مفروشاً بالورود، فالمنافس في نهائي كأس الملك هو فالنسيا القوي الذي يمكنه أن يحقق المفاجأة، كما أن ليفربول لن يترك البارسا يمر بسهولة إلى النهائي القاري، فالفريق الإنجليزي يملك كتيبة هجومية بقيادة ماني وصلاح وفرمينيو تثير الخوف في أي دفاع في العالم، فضلاً عن قوة الدفاع بقيادة النجم الهولندي فان دايك.
وفي حال نجح فالفيردي وإدارة البارسا في تأهيل الفريق ذهنياً للتحديات المقبلة حتى نهاية الموسم، فإن التحدي البدني يظل له حضوره القوي، وهو الأمر الذي دفع فالفيردي للاحتفاظ بميسي على مقاعد البدلاء أمام ديبورتيفو ألافيس في المباراة الأخيرة، ويلتقي الفريق السبت المقبل مع ليفانتي في المرحلة 35 لليجا، وذلك قبل أيام من مواجهة الليفر في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، وتقام المباراة بالكامب نو، وهو ما يجعل الفريق يسعى لحسمها قبل الذهاب إلى الآنفيلد في مباراة الرد.
وقال فالفيردي عقب الفوز على ألافيس: «نحن في أصعب مراحل الموسم، إنها المرحلة التي لا يجب التنازل فيها عن أي مباراة لكي نحصد ثمار جهدنا طوال موسم كامل، ولذلك يمكنني القول إن الفوز على ألافيس في هذه الفترة من الموسم يساوي وزنه ذهباً، نحن نقاتل على الجبهات كافة منذ بداية الموسم، وسوف نظل نقاتل حتى النهاية، أعتقد أن صعوبة هذه الفترة من الموسم أنها لا تتطلب روحاً قتالية فحسب، بل تتطلب كذلك أعلى درجات التركيز».